منتديات زامسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعد منتصف الليل في قطار الصعيد 00 الف يوم حول العالم

اذهب الى الأسفل

بعد منتصف الليل في قطار الصعيد 00 الف يوم حول العالم Empty بعد منتصف الليل في قطار الصعيد 00 الف يوم حول العالم

مُساهمة  فوفو نت الأحد أبريل 13, 2008 6:19 am

lol! queen farao lol!

بعد منتصف الليل في قطار الصعيد
وداعا يامصر أقولها وكأنني منذ لحظات دخلتها ومحزونا أغادرها إلى اليمن أرض التاريخ المغرق في القدم ، ولم أسافر إلى السودان بسبب مرضي المفاجئ وها أنا أستعد لمغادرة البلدة الساعة الثانية صباحا وكنت لا زلت لم أنم حتى لحظتها منتظراً أن يصحبني الدكتور إلى محطة القطار الذي سيصل بعد حوالي نصف ساعة كما يقولون وبأنه عادة يصل إلى القاهرة بحدود الساعة السابعة والنصف صباحا وإذا تأخر فإنه يصل بحدود الساعة الثامنة صباحا أي بتأخير نصف ساعة ، دخل الدكتور غرفتي فجأة وهو يلبس دشداشة بلدية ويلف رأسه بمنديل للرأس أو حطة والبعض يسميها غترة وجاكيت يقي صدره برد الصباح فاجأه أن يجدني لا زلت جالسا فابتسم قائلا الآن يحضر القطار ، توجهنا إلى المحطة والتي كانت لحسن الحظ قريبة جدا وذهب إلى شباك التذاكر وقطع لي تذكرة سفر بالقطار ثمنها فقط جنيهين مصريين للقاهرة ولم يكن في المحطة سوى عدد قليل جدا لا يتجاوز الأربعة ركاب أنا من بينهم ولم يطل مكوثنا حينما سمعنا صوته وقد بدأت تظهر لنا إضاءة هذا المصباح المضيء في جبهته أو واجهته وليقف على خطه المحاصر به وقد أخذ يخرج صوتا كأنه ينفس عن نفسه بعد أن سار مسافة لا بأس بها وصعدت للقطار بعد وداع الدكتور كانت المقطورة فارغة تماما إلا مني وكنت مرتاحا وإلى جانبي حقيبتي الكبيرة وتجلس لجانبها الحقيبة الصغيرة معززة مكرمة وكانت تتسلل إلي نسمات باردة لا أدري من أين تأتي حتى شعرت وكأن ساقاي ترتجفان من البرد ، وأنا أفكر لماذا يظهر القطار في السينما المصرية ممتلئاً بالركاب ولكنني الآن أراه فارغاً وهذه مقطورة كاملة فارغة ليس فيها غيري وقبل أن أفرح كثيراً توقف القطار أمام إحدى المحطات ليفتح الباب باب المقطورة ويدخل أكثر من عشرة أشخاص دفعة واحدة وليخرب باب المقطورة والذي لم يعد باباً ينغلق وليدخل الهواء البارد علينا بكل ارتياح وكان هناك شاب يحاول إصلاحه دون جدوى حتى وصلنا إلى محطة ثالثة لأجد أن المقطورة ضجت بالركاب ولأجد رجلا ملثما من البرد يكلمني بكل خشونة :-أبعد حقائبك سوف أجلس هنا فبدأت أستصعب الموقف فهذا يستفزني لأنني لم أجد مكانا لأضع الحقائب فوضعتهما في حضني بكل أوزانهما وقد كان لهما دور في منع رجلي المتراقصتين من البرد الداخل للمقطورة بكل ارتياح ، ويتوقف القطار في محطة رابعة وخامسة وسادسة لأرى الركاب يجلسون على رف الملابس في داخل المقطورة وحتى أن الوقوف في المقطورة كان يزداد كل وقوف للقطار عند المحطات المتتالية ، حتى أن أحدهم كان يجلس على حافة المقعد الذي أجلس عليه غير آبه بمضايقتي أو مضايقة غيري ، وبقي مسلسل التعذيب النفسي بالبرد والنظر إلى الساعة وموعد وصول القطار وكيف أصل إلى المطار قبل مغادرة الطائرة المغادرة لليمن وقد بلغ توتري لذروته وقد تجاوزت الساعة السابعة والنصف صباحا ولم نصل بعد وشعرت بجفاف في حلقي وتمنيت لو أنني أحصل على فنجان من الشاي الساخن فسألت شابا يقف قريبا مني وهو معصور من كثافة الركاب في المقطورة إن كان القطار سيتأخر فأجاب بلطف لا تقلق فقد اقتربنا كثيرا وقد أخذ القطار يخفف سرعته واندفاعه ويكاد أن يقف ولكنه لم يتوقف حتى إنعدم مسيره فلم أكن قادرا على الحركة والنزول حتى نزل كل ركاب المقطورة فحملت حقيبتي على ظهري والحقيبة الثانية على كتفي لأنزل من المقطورة وأجد نفسي بين سيل بشري ينزل من فروع المقطورات ويتجه نحو باب المحطة ، وتنفست الصعداء وأنا خارج من المحطة حتى بت لا أدري أين أتجه فسألت رجلا عن محطة باصات تتجه نحو المطار ، فقال الرجل بلطف إتبعني فتبعته بحمولتي وأنا أسير خلفه حتى وصلت إلى تقاطعات كلها جسور معلقة وساحة كبيرة محاطة بشبك وداخل الشبك سيارات ميكروباص فصعدت إلى إحدى الحافلات الصغيرة بعد أن سألت عن وجهة السائق فقال الأجرة أربع جنيهات والنزول عند فندق الشيراتون من هناك تركب أوتوبيس المطار ، وبعد نصف ساعة وصل بي الميكروباص إلى الفندق فنزلت لأجد نفسي على الرصيف ولا أعرف الأوتوبيسات المتجهة نحو المطار فكنت أشير لكل الأوتوبيسات دون أن يقف لي أحد منها رغم أنني أقف عند مظلة مكتوب عليها موقف أوتوبيس فقررت الجلوس وعدم الأشارة لأي أوتوبيس فقد تعبت من الوقوف والحقيبة على ظهري فأنزلتها ووضعتها على المقعد وجلست أدخن فإذا بي ألاحظ فتاة تقف قريبا مني لم ألاحظ حضورها ووقوفها قريبا مني فوجدتها فرصة لأسألها عن أوتوبيس المطار المجهول فقالت وهي تنظر لي باستغراب قائلة لقد مر الأوتوبيس الآن حينما كنت تنزل الحقائب على الأرض وأخبرتني أن الأوتوبيس يحمل رقما هو الوحيد المتجه للمطار وغير مكتوب عليه أنه ذاهب للمطار فأخذت أراقب كل أرقام الأوتوبيسات التي تقع على ميمنة المقدمة للباص وفجأة نبهتني الفتاة بأن أوتوبيس المطار قادم وقبل أن أشير إليه توقف أمامي وصعدت وأنا غاضب على حقيبتي الثقيلة وحينما قلت له أنزلني في المطار أجابني قائلا أي مطار تريد فهناك مطاران فقلت أريد المطار الدولي وبعد أقل من نصف ساعة كنت أمام المطار ونزلت مسرعا أتوقع ذهاب الطائرة لأنني لم أحجز للصفر للسفر ولم أؤكد الحجز وحينما دخلت لتفتيش الحقائب دخلت حقائبي وحينما حاولت الدخول كان يقرع جرس الإنذار بأنني أحلم شيئا معدنيا وتكرر ذلك عدة مرات حتى قمت بإفراغ كل جيوبي والشرطي يبتسم يبدو أنك نسيت شيئا لقد وضعت كل شيء على الطاولة ولا زال الجرس يقرع وفي كل مرة كنت تنسى فتحمل علبة السجائر والولاعة المعدنية ، لقد كانت الولاعة اللعينة وهي مغطاة بجلد بني اللون يعلو واجهتها نسر معدني فارداً أجنحته وما كدت أسير خطوات حتى فاجأني الشرطي قائلا عفوا لا تستطيع السفر وأنت لم تختم الجواز بعد ولم تقم بالحجز فقلت أنا حر لأنني سأسافر الآن فسمعت الشرطي ينادي ضابطا نشيطا جداً يتحرك بوعي ودقة قائلا له ياسيدي هذا الرجل صحفي ويريد السفر الآن ولم يحجز ولم يؤكد الحجز الآن فاكفهر وجه الضابط قائلا وكيف تمنعه من المرور فهو حر في أن يحجز هنا داخل المطار ونادى بصوت عال على مندوب شركة الطيران والذي جاء مسرعا فقال له خذ باسبور الأستاذ إحجز له فورا وابتسم بوجهي قائلا نأسف لأي إزعاج فشكرته من كل قلبي لا لكونه فعل ما فعل بل لأنه يعي عمله بدقة وحزم ويدرك أبعاد الأشياء حوله متحملا المسؤولية ومستعد لأداء الواجب بخدمة ضيوف بلده دون تعقيد ، كان شيال الشركة يضع حقائبي على حزام الشركة المتجه للطائرة وكانت التذكرة قد ختم الجز عليها ترانزيت مصر اليمن الأردن فتوجهت إلى الجوازات والتي لم تأخذ أكثر من عدة ثوان لا غير لأضحي جالسا في قاعة المسافرين استعدادا للسفر منتظرا الإعلان عنها في مكبرات الصوت للشركة وأنا أقول في نفسي آه يامصر ماذا يفعل سيئ الحظ مثلي لمرضه حتى أدخلك مسافرا وأخرج منك مريضا ولم أشف غليل قلبي وشوقي لمعرفة كل شبر في أرضك التي إن تكلمت أخرجت لنا مئات اللغات وآلاف اللهجات للأمم السابقة وحتى لا تبقى في قلبي غصة نهضت وطلبت فنجانا من الشاي حتى أتناسى لحظة الوداع ،لحظة الوجع.

فوفو نت
مشرف عام
مشرف عام

المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى